تعتبر المساعدات الخارجية واحدة من احدث الابتكارات السياسية الأصلية ، حيث ساهمت الدول الأكثر ثراء في تقديم المنح والمساعدات للدول الأفقر ، في الحقبة الأحيرة من القرن العشرين ولكن زاد حجمها في الوقت الراهن، مع تعدد الجهات المانحة ، ويمكن تقدير أهمية هذا الابتكار عندما ينظر المرء إلي الحجم الضخم لتلك المساعدات ، فمن الناحية السياسية أصبحت المعونة الخارجية متجذرة إلي حد كبير في علاقة الدول ببعضها البعض ، باعتبارها دعامة مهمة في العلاقات الخارجية للدول والتي يعتبرها كثيرا من المراقبين جزء لا يتجزء من القانون الدولي ، وقد برزت المساعدات بصورة تدريجية كواحدة من الروافع الرئيسية لنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية ابتدء بمشروع مارشال 1945 كأحد أكبر وأهم المشاريع في مجال المساعدات الدولية الذي اعتمدته الولايات المتحدة لمساعدة الدول الأوربية من أجل إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية ، ومن ثم إنقسام العالم حول المعسكرين الشيوعي والرأسمالي في الحرب الباردة وما خاضته القوتين العظميتين انذاك من حرب مساعدات لكسب تحالف الدول